الجمعة، 7 يناير 2011

فلنتعلم نمحو أخطأنا


قالت الممحاة للقلم الرصاص : كيف حالك ياصديقى؟ 
أجاب القلم بعصبيه : لست صديقك ! 
أندهشت و...قالت : لماذا؟ 
فرد القلم :لأننى أكرهك . 
قالت الممحاة بحزن : ولم تكرهنى؟ 
أجابها القلم : لأنك تمحين ما أكتب 
فردت عليه : أنا لا أمحو إلا الأخطاء 
أنزعج القلم وقال : وما شأنك أنت ؟ 
فأجابته بلطف : أنا الممحاة وهذا عملى 
فرد القلم : هذا ليس عملا 
إلتفتت الممحاة وقالت له : عملى نافع مثل عملك 
ولكن القلم ازداد إنزعاجا وقال لها : أنت مخطئة ومغرورة
فاندهشت وقالت : لماذا؟ 
أجابها : لأن من يكتب أفضل ممن يمحو 
قالت له : " إزالة الخطأ تعادل كتابة الصواب " 
أطرق القلم لحظه ثم رفع رأسه وقال : صدقت ياعزيزتى
فرحت الممحاة وقالت له : أما زلت تكرهنى ؟ 
أجابها القلم وقد أحس بالندم : لن أكره من يمحو أخطائى 
فردت عليه وأنا لن أمحو ما كان صوابا 
قال القلم : ولكنك تصغرين يوما بعد يوم ! 
فأجابته : لأننى أضحى بشئ من جسمى كلما محوت خطأ 
قال القلم محزونا :وأنا أحس أننى أقصر مما كنت 
قالت الممحاة تواسيه : لا نستطيع إفادة الآخرين إلا إذا قدمنا تضحيه من أجلهم 
قال القلم مسروراً : ما أعظمك ياصديقتى وما أجمل كلامك ! 
فرحت الممحاة وفرح القلم وعاشا صديقين حميمين لا يفترقان ولا يختلفان

فلنتعلّم أنه ليس كلّ ما نكتب أو نقول صحيح ، فمحو أخطأنا ليس بالهين و يستدعي أحيانا أن نضحّي بأغلى ما نملك.
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق